في أوقات كثيرة،
يكون العالم من حولنا مزعجًا بشكل يصعب احتماله.
ضوضاء المدن وازدحامها، تسارع الأخبار، ضجيج مواقع التواصل، مشاغل الحياة وتفاصيلها الصغيرة…
وسط هذا الصخب، تمر بي لحظات أعزل فيها نفسي عن الضجيج.
لحظات عابرة، لكن أثرها راسخ.
تأتي هذه اللحظات فجأة، بلا تخطيط.
وإن كانت الكاميرا بصحبتي حينها، ألاحظ شيئًا غريبًا:
لا أبحث عن صورة “جميلة”،
بل أبحث عن “صورة هادئة”.
صورة ممتلئة بالفراغ.
صورة لا تقول الكثير… لكنها تسكت كل شيء.
هذه الصور، بالنسبة لي،
هي تمرين روحي.
هي لحظة “تخلية”.
والتخلية، كما يقول العارفون،
أن تُفرغ قلبك من كل ما يفسده،
قبل أن تملأه بما يحييه.
تمامًا كما لا يمكنك أن تضع لبنًا صافيًا في وعاء متسخ،
لا يمكنك أن تُصفّي روحك،
دون أن تطهّر وعاءها — أي القلب.
إني ألتقط هذه الصور،
لأتذكر أن السكون علاج،
وأن الجمال لا يصرخ…
بل يهمس.